أخبار
ضعف دفاعات كييف الجوية يجعلها تتصدى لعدد أقل من صواريخ أطلقتها قوات موسكو
فشلت القوات الأوكرانية بسبب ضعف دفاعاتها الجوية عما كانت عليه سابقاً، وتمكنت من إسقاط عدد قليل من الصواريخ التي أطلقتها روسيا في آخر رشقاتها، ومن جانبها، ردت أوكرانيا بشن هجمات صاروخية على مناطق روسية.
قالت القوات الجوية الأوكرانية إن أوكرانيا تعرضت لهجوم صاروخي روسي مكثف في الساعات الأولى من صباح السبت، مضيفة أن موسكو أطلقت بعضاً من صواريخها الفرط صوتية. وأسقطت الدفاعات الجوية صواريخ روسية في 5 مناطق على الأقل في جميع أنحاء أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين محليين من تلك الأقاليم.
أعلنت أوكرانيا عن إسقاط 8 من أصل 40 صاروخاً روسياً، في أحدث هجوم شنته موسكو على البلاد، كما تم إحباط 20 قذيفة أخرى، بسبب النشر الناجح للحرب الإلكترونية في أوكرانيا.
ومع ذلك، لم يتم تقديم أي تفاصيل حول ما إذا كان قد تم ضرب أي أهداف، كما قدم المسؤولون معلومات أقل بكثير من المعتاد بخصوص الهجوم.
وحذرت القوات الجوية الأوكرانية خلال الهجوم من أن روسيا أطلقت صواريخ كينجال، وهو ربما أصعب صاروخ روسي تقليدي يتم إسقاطه، إذ يتحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت مرات عدة.
وقالت السلطات إن أضراراً لحقت بأكثر من 20 منزلاً وأصيبت امرأة في منطقة «سومي». وذكرت مصادر رسمية أن صاروخاً سقط في فناء مبنى سكني في «بولتافا»، لكنه لم ينفجر.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية، الأسبوع الماضي، إن أوكرانيا تعاني حالياً نقصاً في صواريخ الدفاع الجوي.
ولم يتضح على الفور إذا كان هذا النقص أو أي عامل آخر هو السبب وراء انخفاض معدل الصواريخ التي تم إسقاطها. وأفادت القوات الجوية بأن معظم الصواريخ المستخدمة خلال الليل كانت باليستية فائقة السرعة. وهذا النوع من الصواريخ أصعب بكثير في إسقاطه.
وسقطت الصواريخ الروسية في 5 مناطق على الأقل في جميع أنحاء أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين محليين من تلك الأقاليم. ومع ذلك، لم يتم تقديم أي تفاصيل حول ما إذا كان قد تم ضرب أي أهداف، كما قدم المسؤولون معلومات أقل بكثير من المعتاد بخصوص الهجوم.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إيغنات، في وقت لاحق عبر حديث تلفزيوني، قائلاً بشأن هذه المقذوفات: «قد تكون سقطت في الحقول، أو انفجرت في الهواء، أو طالتها وسائل الحرب الإلكترونية لقواتنا الدفاعية».
وأعلن الجيش الروسي، السبت، أنه ضرب مصانع أسلحة في أوكرانيا خلال الليل، مؤكداً أنه أصاب «كل» أهدافه في سلسلة من الضربات على منشآت تنتج الذخيرة والمسيّرات. وقالت وزارة الدفاع الروسية في إحاطة يومية «نفّذت قوات الاتحاد الروسي المسلحة هذا الصباح مجموعة ضربات… على منشآت تابعة للمجمّع الصناعي العسكري الأوكراني». وأوضحت أنّ الضربات استهدفت أماكن لإنتاج القذائف والبارود والمسيّرات. وأضافت أنّ «كل المنشآت المخصصة لذلك تعرّضت للقصف». كما استهدفت المدفعية الروسية الأراضي الأوكرانية القريبة من خط المواجهة.
وقال الحاكم المحلي إن مدينة دنيبرو الواقعة في جنوب شرقي البلاد تعرضت للقصف من دون تقديم تفاصيل حول أهدافه. ونشرت الشرطة في منطقة تشيرنيهيف الشمالية صورة لحفرة كبيرة أحدثها صاروخ تم إسقاطه. وأدى القصف إلى إصابة أحد المدنيين في بيريسلاف على ضفاف نهر دنيبرو جنوب خيرسون، مساء الجمعة.
وقال حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين، السبت، إنه «تم العثور على امرأة تبلغ 71 عاماً تحت أنقاض مبنى سكني» ويتم تقديم المساعدة الطبية لها. وكتبت الشرطة: «نتيجة لسقوط شظايا صاروخ أطلقه العدو، تضررت منازل خاصة ومبانٍ غير سكنية، وتهدم مبنى واحد». وأفاد فيليب برونين حاكم منطقة بولتافا الواقعة في وسط البلاد، بأن صاروخاً لم ينفجر سقط في الفناء الخلفي لمنزل سكني في المنطقة. وفعّلت بولندا المجاورة لأوكرانيا، أنظمة دفاعها الجوي لفترة وجيزة بسبب ارتفاع مستوى التهديدات.
وتباطأت الوعود الجديدة بمساعدات غربية بشكل حاد وانخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب، وفقاً لحسابات معهد كيل الألماني للأبحاث مطلع ديسمبر (كانون الأول). وما زالت دفعة قدرها 50 مليار يورو كان من المقرر أن تعزز الدعم الأوروبي لأوكرانيا، معلقة على الأقل حتى انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في أوائل فبراير (شباط). أما الحزمة الجديدة التي قررتها الولايات المتحدة فهي معطلة في الكونغرس بسبب تحفظات برلمانيين جمهوريين.
وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن أي تأخير في المساعدات لبلاده سيكون له تأثير كبير على مسار الحرب. وهو يطلب مزيداً من وسائل الدفاع الجوي، بينما كثفت روسيا ضرباتها مؤخراً.
قال قائد القوات البرية بالجيش الأوكراني، الجمعة، إن كييف تحتاج إلى المزيد من الطائرات العسكرية لدعم المجهود الحربي، مثل الطائرات الهجومية الأميركية من طراز «إيه-10» لدعم المشاة، فضلاً عن الطائرات التي يمكنها إطلاق صواريخ موجهة بعيدة المدى. وتحدث الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي إلى «رويترز» في مقابلة حصرية بموقع سري بالمنطقة الشمالية الشرقية لمدينة خاركيف المتاخمة لغرب روسيا.
وقال الرجل البالغ من العمر 58 عاماً: «أود أن أتحدث عن طائرات (إيه-10) بوصفه أحد الخيارات… هذه ليست آلة جديدة، ولكنها آلة موثوقة أثبتت نفسها في العديد من الحروب، ولديها مجموعة واسعة من الأسلحة». وتأتي دعوة سيرسكي بالتزامن مع توقف حزمة أميركية جديدة من المساعدات العسكرية لكييف انتظاراً لموافقة الكونغرس.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ضغطت كييف على حلفائها الغربيين لتزويدها بأسلحة وذخائر متطورة تشمل مركبات مدرعة ودبابات وصواريخ طويلة المدى ومقاتلات.
وشنّت أوكرانيا هجوماً مضاداً واسعاً، الصيف الماضي، لكنه فشل في تحقيق اختراق كبير للقوات الروسية المرتكزة بشرق البلاد وجنوبها. واستأنفت القوات الروسية حالياً الهجوم على بعض مناطق الشرق.
ويشهد خط المواجهة الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر (620 ميلاً) حالة قد تصل إلى الجمود، ورغم ذلك قال سيرسكي، الذي أشرف على الدفاع عن كييف في أوائل عام 2022 والهجوم المضاد الخاطف الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف في وقت لاحق من ذلك العام، إن تحقيق اختراقات في المستقبل لا يزال ممكناً.
من جهة أخرى، وصل وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه إلى كييف، السبت، لتأكيد دعم باريس لأوكرانيا مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب بين هذا البلد وروسيا الشهر المقبل. وتأتي هذه الزيارة في مرحلة حاسمة لأوكرانيا بينما يناقش حلفاؤها الأوروبيون والأميركيون استمرار الدعم في مواجهة الهجمات الروسية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في العاشر من الشهر الجاري على منصة «إكس» إن سيجورنيه الذي عُين الخميس وزيراً للخارجية «وصل إلى كييف في أول رحلة له، من أجل مواصلة العمل الدبلوماسي الفرنسي والتأكيد على التزام فرنسا تجاه حلفائها وإلى جانب السكان المدنيين».
وأوضح سيجورنيه على المنصة نفسها، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن «أوكرانيا تقف منذ نحو عامين على خط المواجهة للدفاع عن سيادتها وضمان أمن أوروبا»، مؤكداً أن «المساعدات الفرنسية طويلة الأمد وهذا ما جئت أقوله لكييف في رحلتي الأولى».
وسيلتقي سيجورنيه الذي تولى المنصب خلفاً لكاترين كولونا بعد التعديل الحكومي في فرنسا، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.
وسيجورنيه (38 عاماً) الذي لم يعمل في مجال الدبلوماسية من قبل، مقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويرأس حزب النهضة الرئاسي.
وقد تعهد فور توليه منصبه، الجمعة، بمواصلة دعم فرنسا، مؤكداً أن «مساعدة أوكرانيا تعني ضمان انتصار الديمقراطية».
وبلغت قيمة المساعدات العسكرية التي قدمتها فرنسا لأوكرانيا 3.2 مليارات يورو، بحسب تقرير برلماني نشر في نوفمبر (تشرين الثاني). وتصدع الدعم القوي الذي تقدمه الدول الغربية بعد الغزو الروسي في أوائل 2022 في الأسابيع الأخيرة، بسبب خلافات سياسية.