أخبار

هذه أبرز المحطات التاريخية للوجود الإسلامي في أوكرانيا خلال ألف عام

نطوف بكم من خلال هذا العرض التاريخي المتسلسل السريع على أهم المحطات في تاريخ الوجود الإسلامي على الأراضي الأوكرانية، مع سرد لأهم الإنجازات الحضارية لهذا الحضور، والذي يمتد عُمره لعشرة قرون من الزمان.

القرنين (9-10)

يَرجع تاريخ دخول الإسلام إلى الأراضي الأوكرانية إلى أواخر القرن التاسع وبدايات القرن العاشر الميلاديين عن طريق الرحالة والتجار المسلمين.

القرن (13)

إسلام الخان الخامس للقبيلة الذهبية بركة خان (1208-1266م)، وقد كانت مناطق واسعة من شرق ووسط وجنوب أوكرانيا تحت سيطرته.

السلاجقة يبنون مسجد “بادي شاه” في قلعة سوداك بالقرم عام 1222م، وهذا المسجد يعد أقدم مسجد مذكور بني في القرم وأوكرانيا.

القرن (14)

الخان المغولي أوزبك خان (1282- 1341م) يعلن أن الدين الإسلامي هو الدين الرسمي للبلاد، وكانت أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية واقعة تحت حكم دولته.

بناء مسجد “الخان أوزبك” عام 1314م، وقد أمر بنائه الخان أوزبك في مدينة “ستاري قرم” بشبه جزيرة القرم، ويُعد أقدم مسجد – مازالت تقام فيه الصلاة – في شرق أوروبا.

مدينة “المساجد السبعة” في القرنين (13-16م)

مدينة أثرية في مقاطعة زبروجي بوسط أوكرانيا تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي أسسها مغول القبيلة الذهبية، تذكرها المصادر الإيطالية القديمة باسم مدينة “المساجد السبعة”، وتميزت بازدهارها الذي جاء من موقعها التجاري الهام على طريق الحرير الواصل بين أوروبا وآسيا في الفترة بين القرنين (13-16م)، ويطلق عليها علماء الآثار الأوكران اليوم مدينة “المسجد- المقبرة”.

مدينة “حاجِ بيه” / “أوديسا”

أوديسا مدينة كبيرة وهامة على البحر الأسود، بنى التتار أيام حكم القبيلة الذهبية على أرضها مدينة كانت تسمى “حاجِ بيه” ثم دخلت هذه المدينة تحت حكم الخانية القرمية منذ أواخر القرن 15 م، ثم تحت حكم الدولة العثمانية، وسيطر عليها الروس عام 1774م ثم انتزعها العثمانيون مرة أخرى ليسيطر عليها الروس نهائيا عام 1791م، وأطلق عليها اسم “أوديسا” لأول مرة عام 1794م.

القرن (15)

ظهور “الخانية القرمية”

تأسست الخانية القرمية عام 1441م واستمرت إلى العام 1883م، وقد توالى على حكمها حوالي 50 خانا، وأقامت حضارة عريقة على مناطق واسعة من جنوب اوكرانيا.

الخانية القرمية تحالفت مع الدولة العثمانية وتبعت لها منذ العام 1474م وحتى 1774م.

تأسيس مدينة “أوتشاكيف”

أسس مسلمو تتار القرم عام 1492م مدينة أوتشاكيف على البحر الأسود في جنوب اوكرانيا، وأصبحت المدينة مركزاً لولاية عثمانية مزدهرة وكبيرة لمدة ثلاثة قرون، ووصلت حدودها لحدود مقاطعة كييف شمالا.

القرن (16)

تأسيس مدرسة “زنجرلي”

تأسيس مدرسة “زنجرلي” في القرم عام 1500م على يد الخان القرمي منغلي كراي الأول، والتي عدّها المؤرخون أقدم جامعة إسلامية في شرق أوروبا.

“الجامع الكبير” في سيمفروبل

عام 1502م بني “الجامع الكبير” في مدينة سيمفروبل عاصمة القرم على أرض من إهداء الخان القرمي “منغلي كراي الأول” (1445- 1515م).

أول مسجد في غرب أوكرانيا

في عام 1512م وقع عدد كبير من القوات التترية المسلمة في أسر جيش الأمير قسطنطين أوستروجسكي (1460-1530م) حاكم مدينة أوستروغ في وسط أوكرانيا، وقام الأمير بدلاً من قتلهم بتوطينهم في ضاحية بالقرب من أوستروغ للاستفادة منهم، حيث عمل المسلمون التتار في الزراعة والجيش وبحرف مختلفة، وقاموا ببناء مساكناً لهم وقلعة ومقبرة خاصة بهم، وكذلك بنوا مسجداً والذي يعتبر المسجد الأول في غرب أوكرانيا.

جامع الخان الكبير في مدينة بغجه سراي بالقرم

عام 1532م بناء جامع الخان الكبير في مدينة بغجه سراي بالقرم، بناه الخان القرمي صاحب كيراي الأول (1501- 1551م).

“مسجد الجمعة” في مدينة يفباتوريا بالقرم

بناء “مسجد الجمعة” في مدينة يفباتوريا بالقرم بين عامي 1552- 1564م، وقد أهملت السلطات الشيوعية المسجد بين عامي 1944-1962م، وحوّلوه عام 1985م إلى متحفا تحت اسم “متحف تاريخ الأديان والإلحاد”، واستعاده المسلمون عام 1991م.

القرن (17)

“جامع المفتي” بمدينة فيادوسيا بالقرم

بناء “جامع المفتي” في مدينة فيادوسيا بالقرم بين عامي 1623- 1638م.

ولاية “البادولي” العثمانية

حكم العثمانيون بمساعدة تتار القرم مناطق جنوب غرب أوكرانيا بين عامي 1672- 1699م، وأسسوا فيها ولاية تحت اسم “البادولي” وقد رمموا وأصلحوا قلاعها وجسورها، وبنوا مساجد ورصفوا طرقا فيها.

القوات العثمانية تحاصر مدينة لفيف –غرب أوكرانيا- عام 1672م زمن حكم السلطان محمد الرابع ( 1693- 1687م).

مسجد عثماني في مدينة إسماعيل بمقاطعة أوديسا يعود بناءه إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، حوّل إلى كنيسة وهدّمت منارته في القرن التاسع عشر، ثم تمّ تحويله لمتحف عام 1973م وهو كذلك إلى يومنا هذا.

القرن (18)

استقلال الخانية القرمية بين العامين 1774- 1783م، بعد اتفاق بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية.

احتلال روسيا للقرم

روسيا القيصرية تحتل الخانية القرمية عام 1783م، وتقضي على استقلالها، وتدمّر الكثير من معالمها الإسلامية، وقد كان في القرم آنذاك نحو 21 ألف معلم إسلامي، بين مسجد ومدرسة وكتّاب وأوقاف، وغيرها، تعرض العديد منها للإهمال والتخريب.

تأسيس الإدارة الدينية لمسلمي تافريدا (القرم)

تأسست الإدارة الدينية لمسلمي تافريدا (القرم) في مدينة سيمفروبل، وهي إدارة سنية تتبع المذهب الحنفي بقرار رسمي صادر عن الإمبراطورة كاتيرينا الثانية (حكمت 1762- 1796م) في 23 يناير من عام 1794م، يترأسها المفتي.

القرن (19)

حرب القرم

حرب القرم بين عامي 1853- 1856م بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية قامت على أراضي شبه جزيرة القرم، وقد شارك في هذه الحرب قوات عسكرية كبيرة من مصر، وضمن الجيش الفرنسي شارك عدد من الجنود المغاربة المسلمين من الجزائر وتونس.

طباعة المصحف الشريف في القرم عام 1898م، في مدينة بغجه سراي بمطبعة “ترجمان”.

صدور جريدة “ترجمان” القرمية، وهي جريدة ثقافية منوعة حررت باللّغتين الروسية والقرمية التترية القريبة من العثمانية على يد المفكر القرمي اسماعيل غسبرنسكي (1851- 1914م)، وعُدّت هذه الجريدة أشهر صحف المسلمين في روسيا القيصرية.

القرن (20)

بناء المسجد الجامع، في مدينة خاركوف في شرق أوكرانيا، عام 1906م على ضفة نهر لوبان، والذي هدّمه الشيوعيون عام 1936م، ثم أعيد بناء المسجد في نفس المكان عام 2006م.

بناء مسجد في مدينة دنيبرو –وسط أوكرانيا-عام 1911م، أطلق عليه “المسجد التتري”، وفي العام 1926م صادرته السلطات الشيوعية، وتحوّل المبنى نهاية عام 1953 إلى مدرسة رياضية للفتيان.

محاولة عقد مؤتمر الطلاب المسلمين في مدينة كييف في أبريل من عام 1913م، ولكن الشرطة القيصرية منعت ذلك ولاحقت المنظمين.

افتتاح مسجد جامع في مدينة سيفاستوبل المطلة على البحر الأسود عام 1914م.

الجيش العثماني يُشارك بين عامي 1916-1917م على الأراضي الأوكرانية في القتال ضمن قوات الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الأولى، وقد شارك أربعون ألف جندي مسلم من أتراك، وعرب، وكورد، وغيرهم في الدفاع عن الأراضي الأوكرانية.

إلغاء كتابة اللغة القرمية التترية واللغة القازانية التترية بالأبجدية العربية عام 1928م وتحول أبجديتهما إلى اللاتينية ثم بعد سنوات للأبجدية الكيريلية.

عام 1944م الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين يتهم شعب تتار القرم بالتخابر والتواطؤ مع النازيين، ويأمر بتهجيرهم كافة شعب تتار القرم بقطارات المواشي إلى مناطق في آسيا الوسطى وجبال الأورال.

في جنوب أوكرانيا قام النظام الشيوعي بمحاربة الدين الإسلامي وغرس الإلحاد، وأغلق المساجد والمؤسسات الدينية، ودرّس الإلحاد في المدارس، كذلك قام السوفييت بإلغاء الإدارة الدينية القرمية التترية، والجمعيات الإسلامية التابعة لها، وصادروا ممتلكاتها وأوقافها، ولاحقوا ونفوا أئمتها.

في السنة الأولى من التهجير القسري لشعب تتار القرم عام 1944م وخلال الطريق الطويل والقاسي -والذي وصل إلى 6000 كم- مات 40 % منهم بسبب البرد والمرض والجوع.
تم تغيير 80%من أسماء المدن والقرى والبلدات في شبه جزيرة القرم بعد تهجير شعبها منها، واستبدلت بأسماء روسية واستُجلبت قوميات أخرى للإستيطان في القرم مكان التتار.

في الفترة بين عامي 1944- 1989م يمكن القول أنه لم يحج أحد من مسلمي تتار القرم واوكرانيا، بسبب تشديد ومنع السلطات الشيوعية المسلمين من أداء هذه الفريضة.

تعرّض المسلمون في الإتحاد السوفيتي لحرية نسبية في فترة “البيروسترويكا” إعادة البناء بين عامي 1985- 1991م.

عام 1991م استقلال أوكرانيا عن الإتحاد السوفيتي، وبدء عودة التتار المسلمون إلى أوكرانيا.
أنشأ مسلمو تتار القرم مؤسسة دينية عام 1991م، وهي الإدارة الدينية لمسلمي القرم.

القرن (21)

تأسيس معهد الرضوان لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة سيمفروبل عام 2002م تحت إشراف اتحاد المنظمات الإجتماعية “الرائد”، وبالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.

تأسيس الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا “أمة” في سبتمبر من عام 2008م، إحدى أكبر المرجعيات الإسلامية في أوكرانيا.

تأسيس الهيئة الأوكرانية القرآنية لتعليم القرآن الكريم عام 2016م.

في عام 2013م كان عدد التتار المسلمون في القرم وجنوب أوكرانيا حوالي 300 ألف نسمة، وعدد المسلمين في شرق أوكرانيا حوالي 100 ألف مسلم، وعدد المسلمين في العاصمة كييف حوالي 100 ألف مسلم.

قوات عسكرية من الإتحاد الروسي تسيطر على “جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي” في مارس من عام 2014م.

اختيار الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا “أمة” ضمن قائمة أفضل 100 شخصية أوكرانية مؤثرة لمرتين على التوالي عامي 2019 و 2020م.

تأسيس مجلس مسلمي أوكرانيا عام 2021م، أحد أكبر المؤسسات الإسلامية في أوكرانيا، وقد ترأسه المفكر الأوكراني سيران عريفوف.

 

المصدر : مسلمون حول العالم

 

إغلاق