أخبار
هجمات روسية تستهدف محطات طاقة أوكرانية وكييف تسقط 14 مسيرة أطلقتها موسكو
ألحقت سلسلة جديدة من الهجمات الجوية الروسية الضرر بالبنية التحتية لقطاع الطاقة، بحسب معلومات صادرة عن الجيش الأوكراني الأربعاء.
قصفت روسيا منشأتين للطاقة في ضربات جوية على جنوب أوكرانيا يوم الأربعاء في هجوم جديد لموسكو يستهدف الشبكة في هذا البلد، كما جاء في بيان وزارة الطاقة الأوكرانية. إذ تعرضت منشأة لإمدادات الكهرباء للضرر في مدينة أوديسا بالبحر الأسود، واندلع حريق في محطة للكهرباء في منطقة ميكولاييف، وفقا لما أعلنه المركز الصحافي بجنوب أوكرانيا على قناته بتطبيق «تلغرام». وأضاف المركز أن محطة فرعية في ميكولاييف استُهدفت أيضا وكذلك منشآت توليد وإنتاج في منطقة أوديسا. وتسبب الهجوم بقطع اثنين من خطوط الكهرباء وبالتالي انقطاع التيار عن بعض المشتركين في منطقتي ميكولاييف وخيرسون.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية، كما جاء في تقرير «رويترز»، بأنها أسقطت 14 طائرة مسيرة من أصل 17 أطلقها الجيش الروسي، مضيفة أن روسيا أطلقت صاروخي كروز من طراز إسكندر-كيه وصاروخا باليستيا من طراز إسكندر-إم من شبه جزيرة القرم التي تحتلها.
وكثّفت موسكو استهدافها لمنشآت أوكرانية للطاقة في الأشهر الأخيرة وشنّت عددا من أكبر الضربات الجوية في حربها المستمرة منذ عامين. وعدّت تلك الضربات «ردا» على هجمات بمسيرات أوكرانية على مناطق حدودية روسية ومصافٍ نفطية. وتقول كييف إن ضرباتها تهدف إلى تعطيل إمدادات الوقود التي يستخدمها الجيش الروسي.
وتطلب كييف من حلفائها الغربيين مزيدا من الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي منذ أشهر. وقال قائد الجيش الأميركي في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي أمام الكونغرس الأربعاء إن قذائف المدفعية وصواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية لدى أوكرانيا ستنفد «خلال مدى زمني قصير» دون الدعم الأميركي، ما يجعلها عرضة لهزيمة جزئية أو كلية. وأضاف كافولي أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي: «إذا تمكن أحد الطرفين من إطلاق النار ولم يتمكن الآخر من الرد، فإن الجانب الذي لا يستطيع الرد سيخسر. لذا فإن المخاطر كبيرة جدا».
ويرفض رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الدعوة للتصويت على مشروع قانون من شأنه توفير 60 مليار دولار إضافية لأوكرانيا في حين يسعى البيت الأبيض جاهدا لإيجاد سبل لإرسال المساعدة إلى كييف التي تقاتل القوات الروسية منذ أكثر من عامين.
وسمحت الولايات المتحدة ببيع معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 138 مليون دولار من أجل إصلاح أنظمة صواريخ هوك وتحديثها، في حين لا تزال المساعدات العسكرية البالغة 60 مليار دولار عالقة في الكونغرس.
وتم تحسين أنظمة الدفاع الجوي في أوكرانيا التي تعود غالبيتها إلى الحقبة السوفياتية بفضل مساهمة الأنظمة الغربية، ولا سيما الأميركية. وزودت واشنطن كييف أنظمة دفاع جوي متطورة مثل نظام باتريوت وأنظمة هوك من الجيل الأقدم.
وذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، وهي وكالة فيدرالية مسؤولة خصوصا عن بيع معدات عسكرية أميركية لدول أجنبية، في بيان، أن «أوكرانيا بحاجة ماسة إلى زيادة قدراتها الدفاعية في وجه الضربات الصاروخية الروسية ومواجهة القدرات الجوية للقوات الروسية».
وأضافت الوكالة، كما جاء في تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «صيانة نظام صواريخ هوك والمحافظة عليه ستزيدان من قدرة أوكرانيا على الدفاع عن شعبها وحماية منشآتها الوطنية الحيوية»، مؤكدة أن البيع «لن يغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة».
وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد من أن كييف ستخسر الحرب ما لم يقر الكونغرس الأميركي حزمة المساعدات العسكرية، إذ إن البرنامج الأميركي للمساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف معطل في الكونغرس منذ العام الماضي بسبب الانقسامات بين الديمقراطيين والجمهوريين، بينما بدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويضطر الجنود الأوكرانيون إلى الحفاظ على ذخيرتهم في مواجهة الجيش الروسي الذي صد هجوما مضادا كبيرا شنته قوات كييف في صيف عام 2023.
يتقدم الجيش الروسي، الأكثر عديدا والأفضل تجهيزا، تدريجيا على الجبهة الشرقية، ويضرب بشكل منتظم منشآت الطاقة في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى إغراق مناطق عدة في الظلام. وكثف الروس ضغوطهم حول تشاسيف يار في الأيام الأخيرة، وهي منطقة رئيسية في حوض دونباس تجد نفسها الآن «تحت نيران متواصلة»، بحسب كييف.
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا عن أسفه لنقص إمدادات الأسلحة من الغرب. وقال زيلينسكي، الذي كان في خاركيف في شرق أوكرانيا يوم الثلاثاء، في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية وغيرها من وسائل إعلام شركة «أكسل سبرينجر»: «شركاؤنا لديهم أسلحة معينة نحتاجها اليوم من أجل البقاء. وأنا ببساطة لا أفهم لماذا لا نحصل على هذه الأسلحة».
وكان زيلينسكي قد دعا مرارا في الآونة الأخيرة إلى توفير المزيد من منظومات الدفاع الجوي والذخيرة. وزار زيلينسكي منطقة خاركيف، التي تعرضت لهجمات روسية، لتوضيح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة ومشاكل في إمدادات الطاقة. وفقا للمقابلة مع «فيلت» و«بوليتيكو» و«بيزنس إنسايدر» و«أونت»، أوضح أيضا أنه لا يزال يأمل في الحصول على صواريخ كروز الألمانية بعيدة المدى من طراز «توروس».
ورفض المستشار الألماني أولاف شولتس ومجلس النواب (بوندستاغ)، تسليم نظام أسلحة توروس. وقال زيلينسكي: «بقدر ما أفهم، يقول المستشار إن ألمانيا ليست قوة نووية وإنها أقوى نظام أسلحة في ألمانيا»، ويبدو أنه يشير إلى أن الرفض الألماني لشحنات توروس مرتبط بالتهديدات النووية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتردد أن زيلينسكي أكد أن أوكرانيا تخطط لهجوم مضاد جديد لتحرير أراضيها التي تحتلها روسيا. ويتطلب ذلك المزيد من الأسلحة، وخاصة من الولايات المتحدة. ويتوقع الرئيس الأوكراني أيضا أن يزور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي يسعى لإعادة انتخابه في وقت لاحق من هذا العام، أوكرانيا قريبا. ووافق ترمب على دعوة، إلا أنه لم يتم تحديد موعد. وصرح زيلينسكي مرارا بأنه من دون مساعدة من الغرب، ستواجه أوكرانيا الهزيمة في الحرب. وقال في المقابلة أيضا إنه لا يزال يريد البقاء في البلاد في حالة الفشل الوشيك. وأردف: «لا أستطيع مغادرة بلدي. تحت أي ظرف من الظروف».