أحوال السياحةاحوال المال والأعمالشؤون خارجية

السفير الأوكراني : أبواب أوكرانيا مفتوحة أمام المستثمرين والسياح الكويتيين

أكد سفير أوكرانيا لدى الكويـــت د.أوليكساندر بالانوتسا أن جميع الأبواب في أوكرانيا مفتوحة أمام الكويت والكويتيين، حيث تعتبر سوقا كبيرة ومفتوحة لجميع أنواع الاستثمارات بسبب ما تمتلكه أوكرانيا من مقومات اقتصادية وفرص استثمارية متنوعة سواء في الزراعة، أو الصناعة والآلات والطيران وفي الكيمياء، أو السياحة أو العقارات التجارية والخاصة، وكذلك في مجال الطاقة وغيرها من مجالات الاستثمار والتنمية، خصوصا بعد صدور المرسوم الرئاسي بإلغاء تأشيرة الدخول أمام الكويتيين والسماح لهم بدخول أوكرانيا وعبور أراضيها اعتبارا من 1 أغسطس الجاري، وكذلك التعاون العسكري والتقني بين البلدين الصديقين.

جاء ذلك في تصريح للسفيـــر د.بالانوتســــا لـ«الأنباء» بمناسبة احتفال بلاده بعيد استقلالها التاسع والعشرين الذي يصادف 24 أغسطس وبيوم العلم، متوجها بالتهنئة إلى جميع أبناء الشعب الأوكراني في أوكرانيا وفي مختلف بقاع العالم، موضحا أن الأوكرانيين في الحقيقة يحتفلون بألف سنة من ثقافة بناء الدولة في أوكرانيا، وليس 29 عاما فحسب، لأن تاريخ أوكرانيا ترجع جذوره الى ما قبل القرون الوسطى.

قيم الديموقراطية

وقال د.بــالانوتســا: في نفس هذا اليوم من سنة 1991 اعتمد البرلمان الأوكراني وثيقة سيادة دولة أوكرانيا مما شكل مرحلة جديدة في بناء دولة حديثة وديموقراطية كأهم عناصر ثقافة بناء الدولة التي بلغ عمرها 1000 سنة، وقد أكدت أوكرانيا عبر تاريخها أن الأوكرانيين قادرون على حماية القيم الديموقراطية والحفاظ على استقلال بلادهم، وذلك ابتداء من القرن التاسع (في قمة تطور دولة روس الكييفية)، حيث صارت أوكرانيا تطور أسس الدولة السياسية والقانونية والأخلاقية، ومن الخصائص التي ورثتها أوكرانيا من دولة «روس الكييفية» هي كلمة «أوكرانيا» المذكورة في إحدى المخطوطات في القرن الـ12، وتصوروا أن عمر كلمة «أوكرانيا» 800 سنة!

وأضاف د.بالانوتسا: كان الأوكرانيون أول أمة في أوروبا تعتمد دستورا لها وذلك عام 1710م في أوقات دولة «القوزاق» التي ورثنا منها التقاليد العسكرية والدستور الذي كتبه القوزاق الأوكراني فيليب أورليك.

وعن تضحيات الشعب الأوكراني للحصول على حريته واستقلاله أكد د.بالانوتسا أن ثمن الحرية كان غاليا، إذ قدم الشعب ملايين الشهداء الذين سقطوا ضحايا للحروب والقمع، ورغم أن أوكرانيا فقدت سيادتها عدة مرات لكن شعبها لم يستسلم أبدا وكافح من أجل استقلاله، ويحق لشعبنا الافتخار بتاريخه العريق.

وتخليدا لذكرى الضحايا من قوات الحرس الوطني الأوكراني وتشكيلات وزارة الداخلية قرر الرئيس الأوكراني إحياء هذه الذكرى سنويا، لنخلد هذا اليوم الوطني لذكرى شهداء حماة الوطن.

تطور وتنمية

وعن أهم الإنجازات التي حققتها بلاده خلال سنوات استقلالها أكد السفير د.بالانوتسا أن أوكرانيا أعلنت عن نفسها بصوت عال امام العالم كله كدولة ديموقراطية ومستقلة وذات سيادة، كما نشهد تطورا سريعا وتنمية في مجالات الاقتصاد الأوكراني المختلفة كالتكنولوجيا المتقدمة والصناعة والتعليم والزراعة، إضافة إلى الخدمات العلاجية المتقدمة في جميع مجالات الطب، ولدينا جامعات عريقة ومرموقة تفخر بخريجيها وبمستويات التعليم المميزة فيها بجميع التخصصات العلمية والأدبية.

واليوم تثبت أوكرانيا للعالم نهجها السلمي في التعامل مع مختلف القضايا ودعمها للأمن الدولي والسلام في العالم، ويمكن لجميع الأوكرانيين الافتخار بهذه الإنجازات الحقيقية في الطريق نحو السلام والازدهار والرفاهية.

بناء الدولة

وفيما يتعلق بآخر التطورات الاقتصادية في أوكرانيا أوضح د.بالانوتسا أن المجلس الوطني للاستثمار في أوكرانيا الذي يهتم بتعزيز جاذبية مناخ الاستثمار في أوكرانيا قد أصدر تحليلا متعمقا يبين الأنشطة الاقتصادية الواعدة والأكثر فاعلية من حيث جذب المستثمرين في أوكرانيا كصناعة المنتجات الغذائية وصناعــة المنسوجــات والملابس والأدوية والمنتجات الالكترونية والمفروشات، وتطور صناعة البرمجة والاتصــالات السلكيـــة واللاسلكية بسرعة هائلة.

وبالنسبة للإمكانيات والمزايا التي تتمتع بها بلاده، قال د.بالانوتسا لـ«الأنباء»: دعونا نتكلم بلغة الحقائق، فأوكرانيا تعتبر أكبر دولة في أوروبا مساحة وسابع أكبر بلد من حيث عدد السكان، وهذا يعني أنها تمثل أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في المنطقة، كما تتمتع أوكرانيا بموقع جغرافي رائع ما يجعلها وسيلة النقل الطبيعية بين أوروبا والبلاد الشرقية وآسيا الوسطى، مع مناخ متنوع، كما تشتهر بلادنا بالموارد الطبيعية العديدة وهي من أغنى دول المنطقة بالحديد والفحم والغاز الطبيعي والملح والكبريت وغيرها.

وشدد السفير د.بالانوتسا على أن أهم ثروات بلاده هي الموارد البشرية، فالشعب الأوكراني الثالث عالميا من حيث مستوى التعليم، و50% منهم تقريبا يتكلمون الإنجليزية.

أنشطة استثمارية

وفــي حديثــه عــن التشريعـــات وحمايـــة المستثمرين، قال د.بالانوتسا: الجميع يقول إن التعاون التجاري والاقتصادي هو المنصة الأساسية لتفعيل الحوار السياسي بين البلدان، ومعظم المستثمرين الأجانب عندما يريدون اتخاذ القرار في الاستثمار في أي بلد فإنهم يدرسون الأنشطة الرئيسية للسلطات والقوانين حول حماية الاستثمار الأجنبي فيه، وأوكد عبر صحيفتكم «الأنباء» أن الاستثمار الأجنبي في أوكرانيا محمي تماما بشكل وثيق على المستوى التشريعي، حيث وقعت أوكرانيا العديد من الاتفاقيات الدولية لحماية الاستثمار الأجنبي.

التبادل التجاري

وحول حجم التجارة بين أوكرانيا والكويت قال د.بالانوتسا: كشفنا أن حجم التبادل التجاري بلغ العام الماضي 42.4 مليون دولار، بزيادة بمقدار الضعف عنه في 2018.

وخلال الشهور الأربعة الأولى من2020 بلغت قيمة الصادرات الأوكرانية الى الكويت 18 مليون دولار، أكثر من نفس الفترة في العام الماضي بثلاثة أضعاف! إذ كان 6 ملايين وأصبح 18 مليونا، متسائلا: أليس هذا دليل واضح على ان العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد مزيدا من التطوير؟ كما أن أوكرانيا مفتوحة أمام قطاع الأعمال بأنواعه وتعمل على تطوير مناخها الاستثماري باستمرار لضمان حقوق المستثمرين وتحقيق النجاح لهم بشكل كبير، وهناك العديد من المزايا المقدمة للمستثمرين الأجانب عموما وللخليجيين والكويتيين خصوصا مما يجعل من أوكرانيا بيئة جاذبة للاستثمار للشركات ورجال الأعمال والراغبين في دخول السوق لدينا، لاسيما أن هناك اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمارات بين البلدين وهي سارية منذ عام 2003 والغرض منها حماية وضمان حقوق المستثمرين.

وشكر د.بالانوتسا دعم الشركاء والأصدقاء الموثوقين في العالم والتي تعتبر الكويت واحدة من أهم الدول التي نشعر معها بزيادة القوة للتغلب على جميع الحواجز، وننتهز هذه المناسبة للتعبير عن عميق امتناننا وتقديرنا لقيادة ولحكومة وشعب الكويت الصديقة على الدعم المستمر لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، كما نتمنى للكويت وشعبها المزيد من التطور والازدهار.

المصدر: أوكرانيا برس

إغلاق