أخبار
زيلينسكي يطالب بـ«الرد على الشر الروسي»
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، العالم إلى مساعدة كييف على هزيمة «الشر الروسي»، مع ارتفاع عدد القتلى في غارة روسية بطائرة من دون طيار على أوديسا إلى 10، بينهم 3 أطفال.
وقصفت مسيّرة روسية مبنى سكنياً في المدينة الساحلية الجنوبية في وقت مبكر، صباح السبت، ما أدى إلى تدمير طوابق عدة جزئياً، وترك أكثر من 10 تحت الأنقاض. وأفاد مسؤولون محليون بأنّهم يتوقّعون ارتفاع عدد الضحايا، مشيرين إلى أنّه لا يزال هناك أشخاص في عداد المفقودين.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر تطبيق «تلغرام»: «حتى الآن، قُتل 10 أشخاص، من بينهم 3 أطفال: مارك الذي لم يبلغ الثالثة، ويليزافيتا التي تبلغ 8 أشهر، وتيموفي الذي يبلغ 4 أشهر. الأطفال الأوكرانيون هم أهداف عسكرية لروسيا».
وتتخذ أوكرانيا موقفاً دفاعياً في المعارك، بعدما حقّقت روسيا مكاسب على الخطوط الأمامية مؤخراً. وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية بشكل منفصل بمقتل شخص وإصابة 3 آخرين في منطقة خيرسون في جنوب البلاد.
وقال زيلينسكي إنّ 215 من مستجيبي الطوارئ شاركوا في عملية البحث والإنقاذ المستمرّة في أوديسا. وأكّد أنّ الهجوم أظهر أهمية دعم أوكرانيا، في وقت تواجه فيه كييف نقصاً في الذخيرة تفاقَم في ظل تأخر الولايات المتحدة في تسليم حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار. وقال الأحد: «يجب أن نكسب في هذه الحرب»، مؤكداً أنّ «كلّ خسارة روسية على الجبهة هي ردّ لبلادنا على الإرهاب الروسي». وأضاف: «يجب على العالم الرد على كلّ مظهر من مظاهر الشر الروسي، والتصدي لما تقوم به روسيا».
جثث متجمّعة
لم يصدر أيّ تعليق روسي على الغارة، بينما تنفي موسكو استهداف المدنيين رغم وجود أدلّة كثيرة على الضربات الروسية على المناطق السكنية، حيث تحقّقت الأمم المتحدة من مقتل 10 آلاف مدني على الأقل منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.
وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية إنها عثرت على جثث عائلات متجمّعة معاً أثناء البحث بين الأنقاض، الأحد. وأشارت عبر تطبيق «تلغرام» إلى أنّه «عُثر على أمّ حاولت تغطية طفلها البالغ 8 أشهر بجسدها».
هجوم بمسيّرات على القرم
ومن جهة أخرى، أفاد مدوّنون عسكريون روس عن محاولة هجوم واسعة النطاق بطائرات من دون طيار على شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في عام 2014. وقالت موسكو إنّها أسقطت 38 مسيّرة أوكرانية، بينما أفادت قناة «ريبار» المقرّبة من القوات المسلّحة الروسية عبر «تلغرام»، بأنّ إحدى هذه المسيّرات أصابت خط أنابيب في مستودع نفط كان الهدف المفترض للهجوم.
واستهدفت كييف كثيراً من منشآت النفط الروسية في الأشهر الأخيرة، في ما وصفته بردٍّ عادل على مهاجمة موسكو شبكة الكهرباء الأوكرانية.
إضافة إلى ذلك، اتهم مسؤول عسكري أوكراني القوات الروسية بإلقاء متفجّرات تحتوي على مادة كيميائية غير محدّدة في ميدان المعركة، وقال إنّ الوضع على الخطوط الأمامية «معقّد ولكنّه تحت السيطرة».
وكان زيلينسكي قد ناشد حلفاء كييف الغربيين، السبت، توفير مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، مع استمرار روسيا في قصف بلاده بالمسيّرات والصواريخ وبنيران المدفعية في السنة الثالثة للحرب. وقال زيلينسكي إن «التأخر في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا وأنظمة الدفاع الجوي لحماية شعبنا يؤدي للأسف إلى مثل هذه الخسائر، أوكرانيا لا تطلب أكثر مما هو ضروري لحماية الأرواح»، مؤكداً أنه «من المستحيل فهم… المناورات السياسية الداخلية والاختلافات (بين الدول) الشريكة التي تعوق الدفاع» عن بلاده.
وبعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب، يحثّ الرئيس الأوكراني يومياً حلفاءه الغربيين على تقديم المساعدة العسكرية بسرعة أكبر، ودعا خصوصاً إلى توفير الذخيرة، ومزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.
وتواجه المعونات العسكرية الغربية لأوكرانيا معوقات عدة، أبرزها انقسام الكونغرس الأميركي بين الجمهوريين والديمقراطيين حيال حزمة مساعدات اقترحتها إدارة الرئيس جو بايدن، ومحدودية القدرات الأوروبية على توفير الكميات اللازمة من الذخائر.